اللقاء الاول
صفحة 1 من اصل 1
اللقاء الاول
غادة هيكل
ليسانس آداب قسم تاريخ
كاتبة صحفية
أمين مساعد القصة بشعبة المبدعين العرب
عضو جمعية شمس النيل لعلوم الاهرام
عضو مؤسس بالاتحاد العالمى لعلوم الحضارة الاسلامية
اعرف كيف اصف تلك اللحظات بعد ان مر عليها عام ونصف وما زالت تلك الهزة العنيفة تنتابنى كلما رايته ، كان أول لقاء لنا في جروبى بوسط البلد ، نظرات متتابعة ووقعت عينى عليه عرفته بلا تردد على الرغم من كونى لم أرى حتى صورة له ، ولكن من حديثى الطويل معه والمتنوع فى الثقافة والسياسة وحتى المرأة والرجل وعلاقتهما الخارجية والداخلية وحتى الجنسية منها ، وجرأته فى الرد علىّ ، أيقنت أنه لابد وأن يختلف فى الشكل ، نظرت إليه بابتسامة فبادلنى الرد ، وتقدمت نحوه ، قام واستقبلنى بحفاوة ولمحت في نظراته وكأنه يقول هى من توقعت ، بسيطة وأنيقة محجبة وخجولة بعض الشئ ولكن نظراتها تعكس امتزاج بين القوة والرومانسية الشديدة ،كل هذا قرأته فى نظراته المتتابعة لكل تفصيلة فى جسدى ، بسرعة وبلا انقطاع اتصل الحديث فى كل شئ لمدة ساعة ونصف ، تلفتُ فيها حولى وكأنى أسرق لحظات من عمرى ما يزيد عن العشر مرات ، حتى أربكت مضيّفى وامسك بيدى لحظة فسحبتها منه بهوادة ، فأدرك توترى وخجلى ، وانتقل بالحديث عن الثورة والميدان وكيف كان الكل يسارع فى حماية الآخر ، وحكى لى عن نوادر عدة حدثت له ولأصحابه ،كنت أستمع له فى اهتمام ، وعقلى يندفع نحوه بسرعة لم أعهدها من قبل ، ومرة أخرى أدركَ أنى اشرد منه ، يضع باطن كفه فوق ظهر كفى الموضوع فوق يدى المنبسطة فوق المنضدة تحاول العبث بالخاتم الوحيد بأصبعى ليدارى انفعالاتى الداخلية ،أترك يدى كما هى واحول بصرى إلى النافذة ،أتطلع إلى المارة وأفر من نبضاتى قلبى المتلاحقة ، كلما اختلستُ النظر اليه أرى ابتسامته الناعمة تطمئن قلبى وشاربه الكبير الذى يغطى حتى شفتيه وشعره الذى تركه زمنا دون أن يهذبه يذكرنى بالهيبز فى الأفلام الأجنبية ، وهو يكاد يتخذ بعض صفات الأجانب فهو يؤمن بالحرية المطلقة فى التفكير والحركة والعمل والتعبير عن النفس بشتى الطرق ، يسارى قديم عاصر حركات العمال المختلفة وناصرهم وسُجن من أجلهم ، حكى لى فوجدتنى أنصت لرغبة تراودنى كثيرا فى هذه الحياة البسيطة المفعمة بالحركة التى يعيشها ، يطلق العنان لقلبه ولروحه ،يبدا يومه من منتصف النهار وحتى ساعات السحر ، تليفونه لا يكف عن الضجيج ، ولكنه أغلقه من أجلى ,اشار لى بأنها أول مرة يفعل ذلك من أجل امراة ، فسالته بعفوية :هل هن كثيرات ؟ ضحك بصوت عال وكأنه رأى الأنثى الداخلية التى أداريها بجهد جهيد ،ولم يجيب !فصمتُ وكتمت غيظى ، وبدهاء الرجل عرف ذلك فطمئننى بقوله كلهن سواء كما أتين ذهبن بلا روح ،فلا أحتمل من يقيدنى ، طالبته بالرحيل فالوقت قد تأخر طلب منى أن يشرب سيجارة أخيرة ، خمس دقائق فقط ، كان ينفث دخان السيجارة ويتطلع إلىّ ليقرأ مدى اهتمامى به ، وعيونى تراوغه ، خرجنا واستقلينا المترو فكان طريقنا واحد ومن المترو إلى العربة وجدتنى أضع يدى بمرفقه ، قبل الوصول إلى بلده بقليل طلبت منه ان يرافقنى أولا حتى اصل ، رمقنى بنظرة حانية وضغط على ساعدى برفق ، وهناك على باب الشارع تركنى ورحل على أمل لقاء يكون كأول مرة
ليسانس آداب قسم تاريخ
كاتبة صحفية
أمين مساعد القصة بشعبة المبدعين العرب
عضو جمعية شمس النيل لعلوم الاهرام
عضو مؤسس بالاتحاد العالمى لعلوم الحضارة الاسلامية
اعرف كيف اصف تلك اللحظات بعد ان مر عليها عام ونصف وما زالت تلك الهزة العنيفة تنتابنى كلما رايته ، كان أول لقاء لنا في جروبى بوسط البلد ، نظرات متتابعة ووقعت عينى عليه عرفته بلا تردد على الرغم من كونى لم أرى حتى صورة له ، ولكن من حديثى الطويل معه والمتنوع فى الثقافة والسياسة وحتى المرأة والرجل وعلاقتهما الخارجية والداخلية وحتى الجنسية منها ، وجرأته فى الرد علىّ ، أيقنت أنه لابد وأن يختلف فى الشكل ، نظرت إليه بابتسامة فبادلنى الرد ، وتقدمت نحوه ، قام واستقبلنى بحفاوة ولمحت في نظراته وكأنه يقول هى من توقعت ، بسيطة وأنيقة محجبة وخجولة بعض الشئ ولكن نظراتها تعكس امتزاج بين القوة والرومانسية الشديدة ،كل هذا قرأته فى نظراته المتتابعة لكل تفصيلة فى جسدى ، بسرعة وبلا انقطاع اتصل الحديث فى كل شئ لمدة ساعة ونصف ، تلفتُ فيها حولى وكأنى أسرق لحظات من عمرى ما يزيد عن العشر مرات ، حتى أربكت مضيّفى وامسك بيدى لحظة فسحبتها منه بهوادة ، فأدرك توترى وخجلى ، وانتقل بالحديث عن الثورة والميدان وكيف كان الكل يسارع فى حماية الآخر ، وحكى لى عن نوادر عدة حدثت له ولأصحابه ،كنت أستمع له فى اهتمام ، وعقلى يندفع نحوه بسرعة لم أعهدها من قبل ، ومرة أخرى أدركَ أنى اشرد منه ، يضع باطن كفه فوق ظهر كفى الموضوع فوق يدى المنبسطة فوق المنضدة تحاول العبث بالخاتم الوحيد بأصبعى ليدارى انفعالاتى الداخلية ،أترك يدى كما هى واحول بصرى إلى النافذة ،أتطلع إلى المارة وأفر من نبضاتى قلبى المتلاحقة ، كلما اختلستُ النظر اليه أرى ابتسامته الناعمة تطمئن قلبى وشاربه الكبير الذى يغطى حتى شفتيه وشعره الذى تركه زمنا دون أن يهذبه يذكرنى بالهيبز فى الأفلام الأجنبية ، وهو يكاد يتخذ بعض صفات الأجانب فهو يؤمن بالحرية المطلقة فى التفكير والحركة والعمل والتعبير عن النفس بشتى الطرق ، يسارى قديم عاصر حركات العمال المختلفة وناصرهم وسُجن من أجلهم ، حكى لى فوجدتنى أنصت لرغبة تراودنى كثيرا فى هذه الحياة البسيطة المفعمة بالحركة التى يعيشها ، يطلق العنان لقلبه ولروحه ،يبدا يومه من منتصف النهار وحتى ساعات السحر ، تليفونه لا يكف عن الضجيج ، ولكنه أغلقه من أجلى ,اشار لى بأنها أول مرة يفعل ذلك من أجل امراة ، فسالته بعفوية :هل هن كثيرات ؟ ضحك بصوت عال وكأنه رأى الأنثى الداخلية التى أداريها بجهد جهيد ،ولم يجيب !فصمتُ وكتمت غيظى ، وبدهاء الرجل عرف ذلك فطمئننى بقوله كلهن سواء كما أتين ذهبن بلا روح ،فلا أحتمل من يقيدنى ، طالبته بالرحيل فالوقت قد تأخر طلب منى أن يشرب سيجارة أخيرة ، خمس دقائق فقط ، كان ينفث دخان السيجارة ويتطلع إلىّ ليقرأ مدى اهتمامى به ، وعيونى تراوغه ، خرجنا واستقلينا المترو فكان طريقنا واحد ومن المترو إلى العربة وجدتنى أضع يدى بمرفقه ، قبل الوصول إلى بلده بقليل طلبت منه ان يرافقنى أولا حتى اصل ، رمقنى بنظرة حانية وضغط على ساعدى برفق ، وهناك على باب الشارع تركنى ورحل على أمل لقاء يكون كأول مرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى